كل أم عليها أن تعيد النظر كل فترة في قضية معاقبة الطفل، لأن هذه المسألة تكون في كثير من الأحيان ذات تداعيات خطيرة على تربية هذا الطفل، وبعض أولياء الأمور يشعرون بالذنب ويلومون أنفسهم بعد إتخاذ قرار بمعاقبة الطفل عقب إرتكابه لخطأ معين.
الخطورة تكمن في أن كثير من الأمهات وخوفاً من الإحساس بالذنب يبدأن في عدم معاقبة الطفل على الأطلاق بالصورة التي جعلت الكثير من الأطفال يتصورون أن الحياة خالية من فكرة الثواب والعقاب.
من الضروري أن تمتلكي كأم العديد من الوسائل والبدائل المتاحة التي تمكنك بالتجاوب والرد على السلوك الخاطىء الذي يقع فيه الطفل، وفي ظل إدراكك أن اللجوء إلى العقاب يجب أن يكون هو الحل الأخير، ستكونين أقل شعوراً بالذنب عندما تلجأين إلى هذه الخطوة.
يجب عليك أن تعلمي أن العقاب وحتى يؤتي ثماره المأمولة وحتى لا يصيبك فيما بعد بالإحساس بالذنب لابد أن تسبقه عدة خطوات مثل الحوار والإنذار والإستيعاب وتقديم عدة خيارات أمام الطفل، ثم في النهاية تأتي مرحلة فرض العقوبة مع مراعاة عدم إلحاق الضرر بالولد سواء من الناحية الجسدية أو المعنوية، فالعقوبة التي تشعر الأم بالذنب فيما بعد هي العقوبة التي تشتمل على إهانة وتحقير وتقليل من شأن الطفل.
إعلمي كأم أن العقوبة حتى لا تصيبك فيما بعد بالشعور بالذنب لابد أن تكون مرتبطة في سياق حياة الطفل وجهودك في تربيته بالمثوبة، فكما أنك يمكن أن تعاقبي طفلك على أخطائه فلابد أن تثيبيه على إنجازاته أو المواقف الجميلة التي تصدر عنه، وحتى لا تشعرين بأنك أحياناً تعاقبين طفلك فقط من أجل العقاب أو ممارسة التسلط لابد أن يكون لديهم فهم وإلمام مسبق بطبيعة شخصية طفلك والجوانب التي تؤثر فيه وتمثل أهمية بالنسبة له، وهذا الأمر يساعدك في تحديد نوعية العقوبة ودرجتها فأنت لا تريدين أن يمتد أثر العقوبة فيما بعد ليسبب أذى كبيراً لطفلك.
من الأشياء المهمة التي تخفف عنك الإحساس بالذنب بعد توقيع العقوبة على طفلك ألا تكوني قد إتخذتي العقوبة بشكل إنفعالي وبدون تفكير، لأن التأني والتباحث مع والد الطفل قبل فرض العقوبة سيعني أنك بالفعل عندما أقدمت على هذه الخطوة كنت بالفعل تسعين إلى تحقيق صالح طفلك وهذا سيبعد عنك الإحساس بالذنب.
لابد أن تكوني قادرة على إيجاد عقوبة ملائمة لنوعية الخطأ الذي إرتكبه طفلك، فكلما كانت هناك علاقة نوعية بين الخطأ والعقاب كلما ساعدك ذلك أن تحققي التأثير المرجو من وراء الإقدام على العقوبة، فإذ كان طفلك يتعمد تجاهل واجباته المدرسية ولا يعطي الوقت الكافي لإستذكار دروسه بسبب عشقه لألعاب الكمبيوتر التي يقضي معها وقتاً طويلاً فمن المنطقي والطبيعي أن تكون العقوبة هي حرمانه من هذه الألعاب لفترة معينة من الوقت حتى يربط بين الإحساس بالمسؤولية والقدرة على الاستمتاع وممارسة الهواية.
المصدر: موقع رسالة المرأة.